حجم الخط + -
1 دقيقة للقراءة

هزّ خبر وفاة الطبيبة بان زياد طارق، المتخصصة في الأمراض النفسية والعقلية، المجتمع الطبي في محافظة البصرة، وسط موجة من الحزن والأسى عبّر عنها زملاؤها.

نقابة الأطباء في البصرة نعتها بكلمات مؤثرة، ووصفت رحيلها بـ”الخسارة الجسيمة”، نظرًا لما كانت تتمتع به من “كفاءة مهنية وإنسانية عالية في مجال اختصاصها”.

وقال الدكتور وسام محمد علي الرديني، رئيس فرع النقابة في البصرة، في بيان تعزية تابعته “الراية”: “نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة لزملائنا الأطباء، ولعائلة الفقيدة ومحبيها، راجين من الله أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان”.

وعدّ الرديني رحيل الطبيبة بان خسارة مؤلمة للوسط الطبي، لما كانت تتمتع به من كفاءة مهنية وإنسانية في مجال تخصصها.

وبرغم أن الوفاة أُعلن عنها عبر بيان تعزية من نقابة الأطباء، فإن التفاصيل المرتبطة بسبب الوفاة بقيت غامضة، مما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات.

ناشطون وصفحات على مواقع التواصل تداولوا وثائق تبين تعرضها لتعذيب جسدي وكدمات وجروح بليغة جدا في مناطق مختلفة من جسمها، مؤكدين أن وفاتها ليست حدثا عاديا بل جريمة قتل وتصفية مكتملة الأركان.

وفيما تجنّبت النقابة الخوض في ظروف الوفاة، نشر بعض زملائها عبر حساباتهم الشخصية على فيسبوك نعيًا يتضمن إشارات إلى معاناتها مع ضغوط نفسية شديدة في الآونة الأخيرة.

متابعون يرون في هذه الحادثة فرصة لكسر “الصمت الطبي”، إذ علّق أحدهم بالقول:

“ليس طبيعيًا أن يُطلب من طبيب نفسي أن يستمع يوميًا لعشرات القصص المأساوية، بينما لا يُتاح له دعم نفسي مماثل. بان قد تكون ضحية هذا الصمت”.

ويُجمع كثيرون على أن الطبيب النفسي في العراق يعاني من ضغط مركّب: بين مطالب مهنية دقيقة، ونظرة اجتماعية تشكك غالبًا في دور الطب النفسي أو تسخر منه، ناهيك عن غياب الرعاية المؤسسية التي تضمن التوازن بين العمل والصحة النفسية للمُعالج.

رحيل الطبيبة بان أثار صدمة لدى زملائها ومرضاها، وخلّف فراغًا كبيرًا في مؤسسة نفسية كانت تُعرف برعايتها للمصابين بالاكتئاب واضطرابات القلق.

وفاة الطبيبة بان زياد طارق ليست مجرد حدث عابر إنه ناقوس خطر يدقّ على أبوابنا جميعًا، فحين يبدأ المنقذون أنفسهم بالسقوط، على الجميع أن يسأل: من ينقذ المُنقذين؟