انهى حزب العمال الكردستاني (PKK) اليوم الجمعة، خطوات رمزية نحو نزع السلاح، عبر مراسم جرت في السليمانية بإقليم كردستان، وبإشراف ممثلين من تركيا، والعراق، وحكومة الإقليم، في خطوة جاءت استجابة لدعوة من زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، لحل الحزب والانتقال للعمل السياسي، ولكن الحكاية لن تنتهي عند هذا الحد.
استمرار جناح مسلح في سنجار
رغم إعلان الحل في الهيكل المركزي لـPKK، ما زالت هناك قوى مسلحة تابعة له فعليًا في سنجار، تعمل تحت مسميات مختلفة، من أبرزها: وحدات حماية سنجار (YBŞ) التي تشكلت عام 2014 بدعم مباشر من PKK، وتتكوّن أساسًا من مقاتلين إيزيديين وتتبنى أيديولوجية “الأمة الديمقراطية” المرتبطة بفكر أوجلان، وهناك ايضا وحدات المرأة الإيزيدية (YPJ-Şengal) وهو تنظيم نسوي مسلح مرتبط بذات الإطار، كما يوجد تنظيم الإدارة الذاتية في سنجار، وهو كيان مدني – سياسي، لكن يملك دعمًا مسلحًا، ويتبع فكر الكونفدرالية الديمقراطية.
الوضع القانوني
هذه القوات ليست معترف بها رسميًا من قبل الحكومة العراقية أو إقليم كردستان، وقد رُفضت اتفاقية “تطبيع سنجار” الموقعة بين بغداد وأربيل (2020) من قبل هذه الجهات.
لماذا لن تلتزم هذه الأجنحة بتفكيك PKK؟
رغم أن هذه الفصائل تدين فكريًا لأوجلان، إلا أنها لا تعتبر نفسها جزءًا إداريًا مباشرًا من PKK، وبالتالي لا ترى نفسها ملزمة بقرارات تفكيكه.
تجربة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد داعش جعلت الكثيرين يتمسكون بوحدات YBŞ كقوة “حماية ذاتية”، ويبقى التخلي عن السلاح دون ضمانات أمنية ومشاركة سياسية حقيقية يُعتبر مخاطرة غير مقبولة في نظرهم، كما ان بعض هذه الفصائل تستفيد من توازنات إقليمية، وتُستخدم كورقة نفوذ من قبل أطراف غير رسمية في المنطقة.
المستقبل
رغم تفكيك القيادة المركزية لـPKK، فإن جناحه في سنجار، لم يعلن حلّ نفسه، ولم يُسلّم السلاح، لا يزال يملك حضورًا عسكريًا وتنظيميًا فعّالا، وهو ما يعني أن الهيكل الأيديولوجي والسياسي لحزب العمال باقٍ، وإن تغيّر الاسم أو الشكل.