حجم الخط + -
1 دقيقة للقراءة

في مشهد ثوري مهيب تجسد فيه الثبات على المبادئ، وتمثلت فيه الاستجابة لنصرة الحسين اختتمت في كربلاء المقدسة مراسيم زيارة “اليوم العاشر” من شهر المحرم الحرام، وسط مشاركة ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه.

وفي أجواء اتسمت بالانسيابية والتنظيم العاليين أحيا الزائرون ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في واقعة الطف، مؤكدين على خلود رسالة الحسين في وجدان الأمة.

ذروة مراسيم الزيارة كانت في انطلاق شعيرة “ركضة طويريج” ظهر اليوم العاشر، حين هرول المعزون من منطقة قنطرة السلام باتجاه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ثم مرقد أخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) في مشهد يرمز إلى الاستجابة الوجدانية لنداء “هل من ناصرٍ ينصرني؟”، حيث يُحاكي المشاركون اللحظة التي هرع فيها أهل نواحي طويريج لنصرة الحسين في كربلاء.

وزارة الداخلية أعلنت أن أكثر من مليون و176 ألف زائر من مختلف دول العالم دخلوا العراق خلال أيام شهر المحرم الحرام، فيما غادر أكثر من مليوني زائر بعد أداء المراسم العاشورائية.

وأفادت الإحصائيات الرسمية بأن مدينة كربلاء احتضنت هذا العام 833 موكبا خدميا داخل حدودها، من بينها عشرة مواكب أجنبية قادمة من دول متعددة، مما يؤكد البعد العالمي لهذه الشعائر.

وفي السياق الصحي، استنفرت دائرة صحة كربلاء كافة كوادرها ومؤسساتها الطبية لتقديم الدعم للزائرين، حيث تم توفير الخدمات الصحية لأكثر من 35 ألف شخص خلال أيام الزيارة، بينهم 971 حالة تم نقلها بسيارات الإسعاف بسبب حالات طارئة، من ضمنها حالات إعياء وإصابات طفيفة بسبب الزحام.

كما أجرت الفرق الطبية آلاف الفحوصات، منها 2,629 فحصًا بالأشعة، و5,773 فحصا مختبريا، بالإضافة إلى 336 فحصا متقدما بأجهزة المفراس والرنين المغناطيسي، في مشهد يعكس حجم الجهود المبذولة لضمان صحة وسلامة الزائرين.

أما إعلاميا، فقد شهدت كربلاء هذا العام تغطية إعلامية غير مسبوقة وصفت بالأضخم محليا ودوليا، حيث شارك 891 صحفيا ومراسلا من وسائل الإعلام المختلفة.

وانتشرت أكثر من 600 كاميرا ميدانية على طول مسارات العزاء فيما غطت 83 قناة فضائية و15 وكالة أنباء محلية ودولية مراسيم العزاء والبث المباشر للفعاليات بمجموع 1,078 ساعة بث حي توزعت على 32 وحدة بث ميدانية متنقلة، وهو ما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بهذه الشعائر التي تتجدد عامًا بعد عام.

وتواصل كربلاء تقديم هذا الدرس السنوي للبشرية جمعاء، بأن دم الحسين ما زال ينتصر، وأن صرخة الحرية التي أطلقها قبل أكثر من 1300 عام لا تزال تتردد في ضمائر الأحرار حتى يومنا هذا.