حجم الخط + -
1 دقيقة للقراءة

في لحظة واحدة، فقد العراق أسرة نموذجية كانت تمثّل أملًا بمستقبل أكثر إشراقًا. فاجعة الكوت لم تُزهق أرواحًا فحسب، بل انتزعت من الوطن طبيبة شابة كانت قد افتتحت عيادتها للتو، وزوجها المهندس، وأطفالهما، الذين لقوا حتفهم سويًّا في حريق هايبر ماركت الكورنيش.

الأسرة، كانت تُمثّل قصة نجاح عراقية صغيرة، اختارت مساءً هادئًا للتسوّق، فوجدت نفسها محاصرة باللهب والدخان في أحد طوابق المبنى المغلق بإحكام. مشروع حياة أُطفئ بالكامل وسط نيران الإهمال، تاركًا خلفه صدمة مجتمعية لا تُمحى، ورسائل حزينة عن حجم الخسارات اليومية في هذا البلد.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل صورة باب عيادة الطبيبة الشابة التي قضت مع أسرتها في حريق هايبر ماركت الكورنيش وهو مغلق وعليه لافتة نعي الأسرة”، في مشهدٍ لخص فداحة الفقد، إذ لم تمضِ أيام على افتتاحها.

ووفق آخر حصيلة رسمية فقد ارتفع عدد ضحايا الحريق إلى 69 قتيلًا و43 مصابًا، بينما لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وأرجعت مديرية الدفاع المدني سبب الحريق إلى تماس كهربائي في أجهزة التبريد بالطابق الأرضي، تلاه انفجار في مستودع للعطور، ما أدى إلى تسارع الاشتعال وامتداد النيران لباقي الطوابق، وسط غياب منظومات الإنذار والإطفاء، وعدم توفر مخارج طوارئ فعالة.