أعلن محافظ البصرة أسعد العيداني، عن إحالة مشروع تحلية مياه البحر في المحافظة، بسعة مليون متر مكعب يوميًا، إلى ائتلاف يضم مجموعة الرضا العراقية وشركة باور تشاينا إنترناشونال الصينية، في خطوة وُصفت بأنها قد تكون الفرصة الحقيقية لتحقيق حلم الماء العذب الذي طالما انتظره البصريون.
مشروع استراتيجي لانتشال البصرة من أزمة العطش
وقال العيداني إن المشروع يُعد أكبر مشروع لتحلية مياه البحر في تاريخ البصرة، ويهدف إلى معالجة جذور أزمة شُح المياه التي عانت منها المحافظة لسنوات طويلة، لاسيما مع استمرار ارتفاع نسب الملوحة في مياه شط العرب وتكرار موجات التلوث.
ويتكوّن المشروع من ثلاثة محاور رئيسية:
1. إنشاء محطة متقدمة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي (RO)، وهي من أحدث تقنيات تحلية المياه وأكثرها كفاءة عالميًا.
2. إقامة محطة كهرباء مخصصة لتأمين الطاقة التشغيلية اللازمة للمشروع بشكل مستقل ومستدام.
3. مدّ خطوط نقل تمتد لمسافة 240 كيلومترًا لتوصيل المياه المحلّاة إلى تسع نقاط توزيع رئيسية داخل البصرة.
شريك دولي بخبرة واسعة
وأشار العيداني إلى أن اختيار شركة باور تشاينا إنترناشونال جاء استنادًا إلى سجلها الحافل في تنفيذ مشاريع ضخمة لتحلية المياه في المنطقة، من بينها:
• مشروع الطويلة في أبوظبي بسعة 900,000 متر مكعب يوميًا، والذي يُعد أكبر محطة تحلية بالتناضح العكسي في العالم.
• مشروع رابغ – المرحلة الثالثة في المملكة العربية السعودية بسعة 600,000 متر مكعب يوميًا.
• مشروع الجبيل في المملكة العربية السعودية بنفس السعة.
بداية مرحلة التنفيذ
وبيّن محافظ البصرة أن الائتلاف المنفّذ بدأ بالفعل أعمال التحشيد والتجهيزات الأولية في موقع المشروع، إيذانًا بانطلاق المرحلة التنفيذية خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال العيداني: “نسأل الله أن يكون هذا المشروع فاتحة خير ونماء لأبناء البصرة الذين طالما صبروا وانتظروا حلولًا حقيقية ومستدامة لأزمة المياه.”
وتعاني محافظة البصرة منذ عقود من تفاقم أزمة المياه وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب، نتيجة التغيرات المناخية وانخفاض تدفق المياه من دول الجوار. وقد أدّت الأزمة إلى تسجيل آلاف حالات التسمم خلال صيف 2018 بسبب تلوث المياه، وأثارت احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة بحلول عاجلة.
ورغم وعود متكررة من الحكومات السابقة، لم تُنفذ المشاريع الكبرى لتحلية المياه في البصرة بالشكل المطلوب، ما جعل أزمة العطش تتصدر أولويات أبناء المحافظة.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع يمثل الفرصة الأكبر لكسر حلقة الأزمات التي حاصرت البصرة لعقود، لكنهم في الوقت ذاته يؤكدون أن نجاح المشروع مرهون بسرعة التنفيذ وكفاءة الإدارة المحلية في متابعة المراحل الفنية وضمان الاستدامة