كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تصاعد حدة الانشقاقات داخل تحالف دولة القانون في محافظة البصرة، في تطور يُعد الأبرز منذ انطلاق التحضيرات المبكرة للانتخابات المرتقبة.
ووفقاً لتلك المصادر، فإن ضرغام المالكي وسوزان السعد، وهما من أبرز الوجوه السياسية في صفوف دولة القانون محلياً، قد انتقلا إلى صفوف كتلة “تصميم” التي يقودها محافظ البصرة أسعد العيداني.
خطوة الانضمام المفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، خاصة في ظل ما تمثّله الشخصيتان المنسحبتان من ثقل داخل تركيبة دولة القانون في البصرة.
فضرغام المالكي يُعد من الشخصيات ذات الحضور التنظيمي والإداري، فيما تُعرف سوزان السعد بنشاطها داخل المجلس المحلي ومواقفها القريبة من الخط السياسي للائتلاف.
هذا الانشقاق المزدوج لم يكن مجرد انتقال عادي بين الكتل، بل جاء في وقت حساس يسبق الانتخابات، ما فتح الباب أمام سيل من التساؤلات: هل يعكس هذا التحول وجود خلافات تنظيمية أو سياسية عميقة داخل “دولة القانون”؟ أم أنه جزء من إعادة التموضع الانتخابي بحثاً عن فرص أفضل؟
المراقبون يرون أن هذه الانشقاقات لا يمكن فصلها عن الصراع المحتدم على تمثيل البصرة سياسياً، لكونها المحافظة الأغنى والأكثر حساسية من حيث الثقل الانتخابي.
ويُنظر إلى كتلة “تصميم” بقيادة العيداني على أنها صاعدة بقوة، بفضل شعبيته المحلية ونفوذه الإداري، ما يجعلها خياراً مغرياً لعدد من السياسيين الباحثين عن موقع أكثر فاعلية في الخارطة القادمة.
كما لا تُستبعد فرضية وجود خلافات داخلية داخل تحالف “دولة القانون”، خاصة في ظل تقارير عن تضاؤل فرص بعض الشخصيات القديمة في الترشح أو العودة إلى مواقع متقدمة، مما يدفعهم للبحث عن مظلة سياسية جديدة تضمن لهم الاستمرار والتأثير.
انضمام المالكي والسعد إلى “تصميم” قد لا يغيّر شكل التحالفات على المستوى الوطني بشكل مباشر، لكنه بالتأكيد يُعيد رسم التوازنات داخل البصرة، ويفتح الباب أمام موجة انشقاقات أخرى محتملة، خاصة مع اشتداد المنافسة على مقاعد المحافظة، التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة اختبار حقيقي للنفوذ السياسي.
وفي ظل الاستعدادات المتسارعة للانتخابات المحلية والنيابية المقبلة، تمثل هذه التحولات بداية مبكرة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في الجنوب العراقي، لاسيما في البصرة، التي يبدو أنها ستكون هذا العام ساحة الصراع الأبرز بين القوى التقليدية والقوى الصاعدة ذات البعد المحلي